في ظل المجتمعات التي تعاني من التخبط وعدم الشفافية، يصبح اتخاذ القرار أمرًا بالغ الأهمية في حياة الشباب.
القرارات التي يتخذونها تمثل نقاط تحول حاسمة تشكل مستقبلهم وتحدد توجهاتهم.
ومن هنا، تبرز أهمية مشاركة الشباب في اتخاذ القرارات ليس فقط في حياتهم الشخصية ولكن أيضًا في الشأن العام.
الشباب: أعمدة المستقبل والتطور:
الشباب هم القوة الدافعة وراء التقدم والتطور في أي مجتمع. إن مشاركتهم الفعّالة في عملية اتخاذ القرارات ليست مجرد حق،
بل ضرورة لضمان مستقبل مستدام. الشباب يمتلكون رؤى جديدة وطاقة إبداعية يمكنهم من خلالها المساهمة بشكل كبير في تحسين الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في مجتمعاتهم.
دور الشباب في تعزيز الديمقراطية والشفافية:
المشاركة الفعّالة للشباب في اتخاذ القرار تجسد روح الديمقراطية والمساواة.
إنها تعزز التفاعل البنّاء بين الأجيال المختلفة وتشجع على الشفافية والمساءلة، مما يؤدي إلى زيادة الثقة في العمل الحكومي والمؤسسات.
كيف يمكن للشباب المشاركة بفعالية في اتخاذ القرارات؟
1. التشجيع على التواصل والحوار: من خلال دعم الحوار المفتوح والصريح بين الشباب والجهات المعنية باتخاذ القرارات.
2. التدريب والتثقيف: توفير برامج تدريبية لتطوير مهارات الشباب في مجالات القيادة والتفاوض وحل الأزمات.
3. إنشاء منصات للمشاركة: مثل ورش العمل والمنتديات والمجالس الاستشارية التي تسمح بالتفاعل المباشر وتبادل الخبرات.
4. تشجيع الشركات والمؤسسات: تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية وغير الحكومية لتعزيز مشاركة الشباب.
التحديات التي تواجه الشباب و اتخاذ القرار:
الشباب هم القوة الدافعة لأي مجتمع؛ إنهم المبتكرون والمغامرون والقادة المستقبليون. ومع ذلك،
يواجهون العديد من التحديات التي قد تحول دون إمكانية مشاركتهم الفعالة في تطوير مجتمعاتهم وبناء مستقبل أفضل.
أول هذه التحديات هو نقص الفرص، سواء في التعليم أو سوق العمل، مما يؤدي إلى شعور الشباب بالإحباط واليأس.
كثيرًا ما يجد الشباب أنفسهم عالقين في دوامة من البطالة رغم حصولهم على تعليم جيد،
أو يعانون من تكاليف التعليم المرتفعة التي تجعله خارج متناول الكثيرين.
التحيز الاجتماعي :
بما في ذلك التمييز القائم على العمر، الجنس، الهوية الجنسية، العرق، أو الديانة، يمكن أن يقيد فرص الشباب ويحد من قدرتهم على المشاركة الكاملة في مجتمعاتهم.
العديد من الشباب يواجهون الصور النمطية والتوقعات الاجتماعية الصارمة التي تحد من إمكانياتهم وتقلل من طموحاتهم.
-الظروف الاقتصادية الصعبة :
مثل الفقر وعدم الاستقرار الاقتصادي، تمثل عقبة كبيرة أمام الشباب.
العديد منهم يكافحون للعثور على فرص عمل دائمة ومستدامة، وهم يواجهون تحديات متعددة مثل الرواتب المنخفضة،
وعدم الأمان الوظيفي، والعمل الغير منظم. هذه العوامل تضيف ضغوطًا كبيرة على الشباب وتقوض قدرتهم على التخطيط للمستقبل.
العقبات الثقافية والتقليدية والحد من قدرة الشباب على اتخاذ القرار
هذه العقبات تلعب دورًا قويًا في تحديد ما يمكن للشباب فعله وما لا يمكن.
في بعض المجتمعات،التقاليد والمعتقدات الصارمة تقيّد الحريات الشخصية والمهنية، وتحد من القدرة على التعبير عن الذات والابتكار.
ومثل هذه القيود تثبط الطاقة الإبداعية وتمنع الشباب من التعلم والنمو والمساهمة بفعالية في عالم يتغير بسرعة.
و مواجهة هذه التحديات تتطلب جهدًا مشتركًا من جميع أطراف المجتمع: الحكومات، والمنظمات، والشباب أنفسهم.
ومن خلال توفير المزيد من الفرص، ومكافحة التمييز، والعمل نحو استقرار اقتصادي أكبر، واحترام التنوع الثقافي والشخصي،
يمكننا دعم الشباب وتمكينهم ليصبحوا القادة والمبتكرين الذين نحتاجهم في مجتمعاتنا.
قرار مجلس الأمن الدولي 2250:
دعم الشباب في المجتمع الدولي: قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2250 الصادر في العام 2015 يمثل خطوة مهمة نحو التأكيد على أهمية دور الشباب في السلام والأمن الدوليين.
يدعو القرار إلى زيادة مشاركة الشباب في عمليات صنع القرار، ويشدد على ضرورة احترام حقوق الإنسان والحماية من الجرائم ضد الإنسانية.
إن مشاركة الشباب في اتخاذ القرارات ليست فقط حقًا يتمتعون به، بل واجبًا يتوجب على المجتمعات تحقيقه.
إن إشراك الشباب بشكل فعال يعد استثمارًا في المستقبل، وتحقيقًا لمجتمعات أكثر عدالة واستدامة.
تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي:
Facebook | Twitter | Instagram | WhatsApp