ورشة عمل جنيف خطوة أساسية نحو تعزيز دور الشباب في قضية المفقودين :
تُعد قضية المفقودين في سوريا واحدة من أكثر التحديات الإنسانية تعقيدًا وإلحاحًا التي تواجه المجتمع السوري والمجتمع الدولي على حد سواء.
مع استمرار الوضع الحالي كما هو منذ عام 2011، اختفى آلاف المدنيين، مما ألقى بظلاله الثقيلة على العائلات المتضررة والمجتمع ككل.
في هذا السياق، برز دور الشباب ممثلين بـ “منصة تمكين الشباب“ كأحد الفاعلين الرئيسيين في تسليط الضوء على هذه القضية، وتعزيز الجهود الدولية والمحلية الرامية إلى الكشف عن مصير المفقودين وتحقيق العدالة.
تعاون دولي لمعالجة قضية المفقودين:
في 30 أغسطس 2024، نظمت اللجنة الدولية لشؤون المفقودين (ICMP) ورشة عمل في جنيف، جمعت منظمات المجتمع المدني السورية والروابط العائلية المتواجدة في أوروبا والمعنية بقضية المفقودين.
كانت هذه الورشة فرصة مهمة لتبادل الأفكار والخبرات حول كيفية مواجهة التحديات المرتبطة بالمفقودين في سوريا، حيث ركزَّت على توحيد الجهود بين الجهات المختلفة، وتحديد استراتيجيات فعّالة لمعالجة هذه القضية الإنسانية الملحة.
تم تنظيم الورشة بمشاركة فاعلين من مختلف المنظمات المحلية والدولية المعنية، واستمر هذا الجزء ليوم كامل، حيث تم مناقشة العديد من المحاور التي تهدف إلى تحقيق تقدم ملموس في هذا المجال.
تعزيز مشاركة الشباب في قضايا السلام والأمن ومشاركة منصة تمكين الشباب في الورشة:
في إطار جهود “منصة تمكين الشباب“ لتعزيز دور الشباب في قضايا السلام والأمن، كان حضورنا في ورشة العمل الدولية في جنيف خطوة حيوية، حيث ركزنا على أهمية توحيد جهود الشباب مع منظمات المجتمع المدني، والاستفادة من الإعلام والمنصات الرقمية لنشر الوعي حول قضية المفقودين في سوريا.
نؤمن بأن دور الشباب لا يجب أن يكون هامشيًا، بل يجب أن يكون محوريًا في توجيه النقاشات وصياغة الاستراتيجيات التي تحقق العدالة للعائلات المتضررة وتساهم في بناء مستقبل مستدام.
وفي هذا السياق، صرّح المدير التنفيذي للمنصة، باسل منصور، الذي شارك في الورشة:
“إن إشراك الشباب في هذه القضايا الحيوية ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة لضمان استمرار الجهود في كشف مصير المفقودين. ونحن ملتزمون بالعمل الجاد وبالتعاون مع كافة الأطراف لتحقيق العدالة وإنهاء معاناة العائلات التي فقدت أحبائها.“
نحو تحقيق العدالة والكشف عن مصير المفقودين، أبرز الخطط والمخرجات:
من أبرز المخرجات التي تم الاتفاق عليها خلال الورشة، كانت الحاجة الماسة إلى إنشاء قاعدة بيانات موحدة تشمل جميع المعلومات المتعلقة بالمفقودين في سوريا.
هذه القاعدة ستكون خطوة هامة نحو توحيد الجهود وتنسيق العمل بين مختلف الجهات المعنية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي.
تم الاتفاق على أهمية توثيق حالات الاختفاء بشكل منهجي، وجمع الأدلة والشهادات بطريقة تضمن دقتها وسلامتها.
كما تم التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون بين منظمات المجتمع المدني والجهات الدولية المعنية، لمواجهة التحديات المتعلقة برفض بعض الجهات المعنية في سوريا التعاون في هذه القضية الحساسة.
في هذا السياق، تسعى منصة تمكين الشباب إلى توسيع دورها من خلال إطلاق حملات توعوية تهدف إلى زيادة الوعي العام حول قضية المفقودين، وتحفيز المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات فعّالة لحل هذه القضية.
تطلعات مستقبلية لدور الشباب في تعزيز العدالة وبناء السلام:
في “منصة تمكين الشباب“، نؤمن بأن الشباب يجب أن يكون لهم دور محوري في جميع الفعاليات المتعلقة بقضايا السلام والأمن،حيث أن تطلعاتنا المستقبلية تتجه نحو تعزيز مشاركة الشباب في عمليات التوثيق والتحري، وتوفير برامج تدريبية متخصصة تعزز من قدراتهم في مجالات حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية.
نحن نعمل على بناء شبكة من الشباب الفاعلين الذين يمكنهم المشاركة بفعالية في المنصات الدولية، والدفاع عن حقوق المفقودين وعائلاتهم، بالإضافة إلى تعزيز وحماية حقوق الإنسان بشكل عام.
كما أنه من خلال دورنا كحلقة وصل بين الشباب ومنظمات المجتمع المدني، نسعى إلى تمكين الشباب من أن يكونوا جزءًا من الحل، وليس مجرد متلقين للمعلومات، نهدف إلى أن يكون للشباب دور فعّال في صناعة القرار، والمساهمة في الجهود الدولية والمحلية التي تسعى إلى تحقيق العدالة والكشف عن مصير المفقودين.
نحن ندرك أن الشباب هم قوة التغيير، وأن مشاركتهم الفعالة هي السبيل إلى بناء مستقبل أكثر أمانًا وعدلاً لسوريا.
نشر الوعي والإعلام في معالجة قضية المفقودين :
إحدى أهم الاستراتيجيات التي بدأت “منصة تمكين الشباب“ بإعتمادها هي استخدام الإعلام كأداة رئيسية في نشر الوعي حول قضية المفقودين. من خلال وسائل الإعلام الحديثة والمنصات الرقمية،
تسعى المنصة إلى إيصال صوت العائلات المتضررة، وتسليط الضوء على قصصهم ومعاناتهم، حيث سيتم إنتاج محتوى إعلامي متنوع، بما في ذلك مقاطع فيديو توعوية، ندوات عبر الإنترنت، ومقالات تحليلية، باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، بهدف الوصول إلى جمهور واسع وتحفيز المجتمع الدولي على التحرك، إضافة إلى ذلك، ربما تقوم المنصة بتنظيم حملات توعوية تستهدف الشباب والجمهور العام، لزيادة الوعي بأهمية الكشف عن مصير المفقودين وتأثير ذلك على الاستقرار المجتمعي.
هذه الحملات ستهدف إلى تحويل قضية المفقودين من قضية هامشية إلى قضية محورية تتصدر أولويات المجتمع الدولي والمحلي.
نحو مستقبل أكثر أمانًا وعدلاً:
في الختام، تعتبر “منصة تمكين الشباب“ أن دورها في معالجة قضية المفقودين في سوريا هو جزء من رسالتها الأوسع في تعزيز دور الشباب في صناعة السلام والدفاع عن حقوق الإنسان.
من خلال مشاركتها الفعّالة في ورش العمل الدولية وإطلاق حملات توعوية، تعمل المنصة على أن تكون عنصرًا فاعلًا في إيجاد حلول مستدامة تضمن تحقيق العدالة، والدفاع عن حقوق الإنسان، ودعم الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي شامل في سوريا يقوده الشباب، مما يسهم في بناء مستقبل أكثر أمانًا وعدلًا للجميع.
ندعو الجميع للانضمام إلى جهودنا المشتركة ودعم مساعينا لتحقيق مستقبل أفضل لسوريا وللأجيال القادمة. معًا، يمكننا إحداث التغيير الذي نطمح إليه، وضمان حقوق المفقودين وعائلاتهم، وبناء مجتمع يُعزز قيم العدالة والكرامة الإنسانية.